رحم الله تعالى الشيخ العمري

عبدالهادي عبدالحميد الصالح - 10/11/2015م - 7:54 ص

كان دوره رائداً، ويمثل رمزاً من رموز الإعتدال مما كان له الأثر الكبير في وحدة المسلمين والتوادد بينهم فهو بحق عالم من علماء الإسلام البارزين..


عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح عليهم مداد العلماء على دم الشهداء) .

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «مات خُزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي (أوبق) الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة».

توفي في المدينة المنورة المرحوم سماحة الشيخ محمد علي العمري (قدس سره) عن عمر يناهز المائة عام، وهو من كبار علماء المدينة وكان يتوافد عليه دائماً زوّار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مدرسة أهل البيت عليهم السلام في مسكنه أو مزرعته التي تحولت الى مصلى يؤم المصلين ويعظهم، وهو وأبناؤه يخجلون الناس بكرم ضيافتهم ولطف استقبالهم.

والشيخ العمري رحمه الله تعالى هو محل ثقة كبار العلماء الأقدمين والمعاصرين وهو وكيل لكثير من المراجع العظام منهم آية الله العظمى السيد أبوالحسن الأصفهاني وآية الله العظمى السيد محسن الحكيم وآية الله العظمى السيد الخوئي وآية الله العظمى السيد السيستاني وغيرهم (رحم الله تعالى الراحلين منهم وأطال عمر الباقين) .

والشيخ العمري من أب عالم هو المرحوم الشيخ العمري، وقد توجه الشيخ محمد العمري الى الدراسة الحوزوية بالنجف الأشرف سنة 1349 هـ قبل أن يعود الى المدينة المنورة سنة 1370هـ/ 1950م، حيث استمر عطاؤه الفقهي والتبليغي هناك.

وكنت شخصياً في زيارة مقره قبل حوالي سنة حيث بدأت معالم الترميم والتجديد في المصلى لاستيعاب عدد أكبر مع خدماتهم. ويبدو ان مرضه في هذا الوقت قد حال دون تواجده.

وكان دوره رائداً، ويمثل رمزاً من رموز الإعتدال مما كان له الأثر الكبير في وحدة المسلمين والتوادد بينهم فهو بحق عالم من علماء الإسلام البارزين.

رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وإن شاء الله تعالى خير خلف لخير سلف وألهمنا جميعا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون..