فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سامي محمد العلي - 05/07/2016م - 12:05 ص | عدد القراء: 1929


يرحل عنا يومياً من هذه الدنيا أعزة وأحبة لنا لرب غفور رحيم، ونحزن لفراقهم، ولكن لبعضهم مكانة خاصة في القلب لذا يكون تأثيرهم خاص عند الرحيل.

من تلك النمادج القريبة للقلب وهو بحسبة أخ وإن لم يكن إبن أبي وأمي هو المرحوم العزيز رضا غلوم غضنفري حيث غيبه الموت عنا الذي لابد منه بعد صراع طويل مع المرض.

أول معرفتي بالعزيز رضا غضنفري كانت بأحد المؤتمرات الإسلامية في أمريكا  في أواخر السبعينات من القرن الماضي.

توطدت علاقتي معه أيام الغزو الصدامي للكويت حين تطوعنا بإدارة مستشفى مبارك مع إخوة مؤمنين معنا، وبعدها تركنا المستشفى بعد أن جاءتنا تعليمات بذلك بعد اكتشاف أمرنا من قبل الجيش الصدامي حيث إعتبرتنا من المقاومة الكويتية، ثم تطوعنا مع مجموعة من الإخوة الأعزة بمخازن المرحوم جاسم الوزان.

قمنا بفتح مخزن لبيع المواد الغذائية وكان الهدف منه هو مساعدة المحتاجين من المواطنين وغيرهم وليس الربح.

لقد كان العزيز رضا غضنفري المسؤول المالي عن المخزن، وكنت خلال تطوعي أجلب معي ولدي علي للمخزن، وكان العزيز رضا غضنفري يستعين في ولدي علي لمساعدته بتجميع وعد النقود العراقية، لهذا كانت له علاقة صداقة متميزة مع ولدي علي وأستمرت حتى قبل وفاته رحمه الله تعالى.

العزيز رضا غضنفري أحد ركائز حملة التوحيد الكويتية، فقد تبوء رئاسة اللجنة المالية لسنوات طويلة مع غيره الذين تحملوا إدارة هذه اللجنة المتعبة جداً، وقد عايشت شخصياً هذه المعاناة سنة واحة فقط فكنت رئيساً للجنة المالية ولم أستمر لعدم تحملي ضغطها.

كان صبوراً واسع الصدر بتعامله مع الحجاج وخاصة في ذلك الزمن الذي لم تتوفر فيه الوسائل البنكية الحديثة.

فكانت نقود الحجاج وأموال الحملة كلها بعهدته ومفتاح الخزنة معلق على رقبته.

فهل شعر أحداً سواءً من الحجاج او من لجان الحملة تذمراً أو شكوى من قبله، كلا فقد كان صبورا حليماً بالتعامل مع الجميع.

كان العزيز رضا غصنفري ذو عاطفة جياشة محباً لكل من حوله وهذا أثر على شخصيته العامة، فقد كان حنوناً تجاه الشباب ويعاملهم كأنهم أبناءٌ له.. وهذا ما ذكره ولدي أحمد قائلاً: "يبا كان عمي رضا كلما يشوفني أدخل حسينية دار الزهراء عليها السلام يبادر ويسلم علي ويلمني بعطف" .

وكيف لا وهو أي العزيز رضا غضنفري مع كل جملة ينتهي بها ويوجهها لنا نحن الكبار يلحقها بكلمة "بابا" .

حبه لمساعدة الآخرين، هذه الخاصية مترسخة بشخصيته، فهو يحن ويحن ويتابع للمساعدة حتى النهاية.

أما من الجانب العائلي فكانت له مع زوجته تواصل دائم مع زوجتي أم محمد، فالتواصل لم ينقطع مع أم محمد حتى قبل وفاته.

وأتذكر وخلال زيارتي له مع مجموعة من الأخوة في شهر رمضان المبارك في مستشفى العدان، وعندما كنا نحمد له السلامة وسؤاله عن صحته، قلت له "أم محمد تسلم عليك" فلم يجاوب.

ولكن عندما هممنا لمغادرة الغرفة وإذا به يهمس بصوت خافت جدا "سلم على ام محمد" .

هذه هي حقيقة العزيز رضا غضنفري الأبوية الحنونة فقد عاشها بوجدانه وتصرفاته.

فيا أيها العزيز رضا غضنفري فإن رحلت عنا، فأنت السابق ونحن اللاحقون ولقد رحلت إلى رب غفور رحيم.

فرحمك الله أيها العزيز رضا غضنفري وأسكنك فسيح جناته.

وإنا لله وإنا إليه راجعون



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: