فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





الشيخ مصطفى فرج - 17/05/2016م - 12:54 م | عدد القراء: 1618


إنا لله وإنا إليه راجعون

وتمضى بنا السنون، وتدق ساعة الرحيل معلنة ذهاب الأحبة لتلتقي بخالقها..


انتقل إلى رحمة الله تعالى، وإلى جنته ورضوانه بإذن الله تعالى، خادم من خدمة كتاب الله عز وجل،
أستاذي الفاضل حميد أشكناني، بعد أن أمضى عمره في تعليم قراءة القرآن الكريم.


بعدما أخذت مبادئ تجويد القرآن الكريم من الأستاذ عبد الرضا المؤذن رحمه الله تعالى، طفقت أتعلم على يدي المرحوم حميد أشكناني أصول التجويد على رواية حفص عن عاصم الكوفي وشيئ قليل من رواية ورش عن نافع المدني، وكان لي من العمر وقتها خمسة عشر سنة، وأنا الأن شارفت على الخمسين ولازلت أذكره وأذكر ما تعلمته منه رحمه الله تعالى، وبسببه بلغت في قراءة القرآن الكريم درجة الإتقان.

ولما بلغت مرحلة الجامعة، وفور عودتي من الكلية عصراً، كنت أرغب إلى المرحوم حميد أن يعلمني مما علمه الله رشداً، وكان يراودني الشك في قبوله الطلب، لأن العصر هو وقت راحة للموظفين، خاصة لأصحاب الدوامات الطويلة المتعبة، ولكنني كنت أتفاجأ مرة بعد مرة من قبوله الطلب وحضوره إلى المسجد في الموعد المحدد بكل إهتمام ونشاط وحيوية، لم يعتذر يوماً عن طلبي في أن يعلمني قراءة القرآن الكريم، لقد كان هذا العبد الصالح أستاذاً في الصدق والإخلاص قبل أن يكون أستاذاً في قراءة القرآن الكريم.


لقد كان يعقد حلقات القرآن الكريم بغض النظر عن عدد الحاضرين، والذين كانوا في بعض الأحيان لا يتجاوزون الشخص الواحد، ومع ذلك كان المرحوم يبقى حتى آخر الوقت يعلم الحاضرين بكل تواضع وسكينة، لا يمل ولا يكل، ولا يقوم من مجلسه، ولا يتوقف عن التدريس حتى يرفع الأذان أو يتعب الدارسون من كثرة الجلوس على الأرض أو من كثرة القراءة.


لقد تعلمت من المرحوم أستاذي الفاضل حميد أشكناني الإخلاص لله تعالى وحده، والصدق والشغف في خدمة القرآن الكريم، أكثر من أي شيئ أخر.

أسأل الله تعالى أن يحشرنا وفقيدنا الغالي مع أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله تعالى وخاصته.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: