فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عدنان عبدالله العثمان - 11/05/2016م - 10:47 ص | عدد القراء: 1675




المرحوم حميد مراد اشكناني صديق الدراسة من أيام سيراكيوز بأميركا.

هو يسبقني بعدة سنوات فهو من مواليد 1955، وكان يدرس الهندسة الكهربائية. وأذكر كيف كانت شقته دائماً مفتوحة، ادخل وضيّف نفسك فأنت عند بوحسين الرجل الكريم المبتسم وصديق الكل.

قلبه متسامح مبادر بالنصح، عمري ما شفته معصب أو زعلان إلا من سيارته الكاتلس الزرقاء فهو يكرهها، ودائماً يقول لي «ما كرهت شي في هالدنيا إلا هذي السيارة»، وأقول له ليش؟ يرد «لأنها ستة سلندر!».

كان صاحب فكاهة.. جميل الحديث والمعشر، وبالوقت نفسه قمة في الالتزام.. ما تطلع منه العيبة أبداً.

وأذكر زرنا مدينة نيويورك ومعانا كم واحد من الربع، ولدى عودتنا كنت أنا السائق، والظاهر تجاوزت حدود السرعة المحددة، فأوقفنا شرطي وسأل عن سبب سرعتي، وأنا ما مداني أجاوب إلا بوحسين يضحك.

عصب الشرطي وقال لحقوني وتوجه فينا لقرية صغيرة ونزلنا المخفر وانتظرنا مجيء القاضي، وكان الوقت يقارب منتصف الليل كأن عايشين فيلم أكشن!

وصل القاضي أخيراً وصكنا بغرامة 120 دولارا، وقعدنا نجمع الفلوس اللي في جيوبنا، ورد بوحسين يضحك، فعصب القاضي وسأله عن سبب ضحكه فرد عليه «ما عندنا فلوس تكفي وتخيلت شبتسوي فينا»، فقال له القاضي «أحطكم بالمخفر لي الصبح تضحكون على كيفكم»- طبعاً بما معناه- وتذكرت إنّ في السيارة شيكات سياحية شاريها من الكويت، قلت للقاضي عندنا 70 دولارا كاش، والباقي شيكات سياحية فوافق. لكن لما شاف الشيكات عصب ورفض قبولهم، زين ليش؟ طلع البنك في الكويت خاتم عليهم- لا تصرف في اسرائيل- وبعد ألف رجاء قبل أخيراً وطلعنا، كل هذا وبوحسين يضحك ما خاف ولا اخترع، وظلت ابتسامته الجميلة لا تفارقه، ويقولها مؤمناً انّ اللي الله كاتبه يصير.

وقلة يعرفون بأني أنا وبوحسين عندنا هواية مشتركة بذاك التاريخ، وهي التصوير السينمائي، طبعاً تصوير هواة بكاميرات 8 ملم، ولنا أفلام مشتركة عديدة، خصوصاً اللي صورناها بالمقبرة بمنتصف الليل. كانت شقاوة شباب وأيام جميلة لا تعاد. وتخرّج بوحسين قبلنا والتحق بالعمل في وزارة المواصلات حتى تقاعده، لكن ظل بوحسين يسير في الدرب الذي يحب، ألا وهو كتاب الله، فحفظ القرآن وأجاد تلاوته، وكان يحب طريقة الشيخ محمد صديق المنشاوي. درس في دار القرآن في الكويت، وورد اسمه ضمن المشايخ المُجازين في كتاب «فتح رب البيت في ذكر مشايخ القرآن».

كما أنه أسس حلقات رمضانية في جامع النقي، وبعد ذلك خصص يوم الجمعة للتدريس والإقراء. بوحسين رجل دين وشيخ بمعنى الكلمة، فهو مَخبَرٌ وليس منظرا وخسارته لا تعوض.


رحمك الله صديقي وأسكنك فسيح جنانه.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: