فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





باقر عبدالرضا جراغ - 09/12/2015م - 1:07 م | عدد القراء: 1821


يكفيك فخرا يا أبا محمد أن تغادر هذه الدنيا بنفس مطمئنة تحفك شهادات الوفاء من زملائك ومحبيك لتبقى شاهدة على تاريخك الزاخر بالتقوى والعلم والمعرفة ونصرة المظلومين والتواضع في أي محفل ومكان كنت فيه، فلم تغير معدنك الطيب دهاليز السياسة ومطباتها، ولم تغرك المسميات والدرجات العلمية التي حصلت عليها، فكنت صديقا مخلصا لرفقاء دربك وأبا حنونا لتلامذتك في الجامعة والسياسة والحياة الاجتماعية.

تميزت بحكمتك وحنكتك وحُسن تدابيرك عندما قرأت الخطر الصدامي على الكويت قبل وقوعه بسنوات حينما حذرت منه في مجلس الأمة ورفضت منح العراق قرضا سخيا لتشن به حربا على جيرانها، ولم ترتفع في المجلس حينها أكف الحق سوى كفك وزميليك السيد عدنان عبدالصمد والدكتور عبدالمحسن جمال، ليظل ذلك الموقف دليلاً على حبكم ووفائكم للكويت وشعبها.

ابتسامتك الحانية لم تفارق محياك حتى آخر لحظات حياتك حينما دقت ساعة الرحيل لتلقى ربك بقلب مطمئن ونفس راضية مخلفا فينا ألم الفراق والأسى، ولكن ما يخفف عنا رحيلك المفاجئ مواقفك الصلبة والشامخة التي ستبقى شاهدة على شخصيتك التي جمعت في ثناياها الرجل المؤمن والأكاديمي المتميز والنائب المحافظ على الدستور ونظراتك الثاقبة في مختلف التحديات والصعاب.

مثلت الكويت في برلمانها لسنوات عديدة ودافعت عنها أثناء الاحتلال الصدامي وشاركت في مسيرة بنائها ونهضتها بعد أن منّ الله عليها بالتحرير، لم تعرف روحك الضغينة على أحد فكنت دائما أنت المبادر بالتسامح ممن حولك مبديا النصيحة للآخرين بكل حب ومودة.

لا أنسى تلك السنوات التي كنت فيها في عمر الطفولة حينما كان يصطحبني والدي - رحمه الله تعالى - إلى ديوانك العامر بطاعة الرحمن والفوائد الجمة، وكلي فخر أنني في يوم من الأيام علقت على صدري اسم رجل مثلك يعتبر مدرسة في الأخلاق والتواضع قبل أن يكون مدرسة سياسية وعلمية وقامة وطنية كبرى.

رحمك الله تعالى يا دكتور ناصر عبدالعزيز صرخوه وجعل مثواك الجنة وحشرك مع مَنْ أحببت وتوليت من الصديقين والشهداء والصالحين.

وداعا يا قامة الصدق والإخلاص والتضحية..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: