فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد عدنان عبدالصمد - 10/07/2010م - 10:31 ص | عدد القراء: 1900


نتقدم إلى مولانا الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى علمائنا الكرام وإلى الأمة الاسلامية بمناسبة ذكرى استشهاد باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر صلوات الله تعالى وسلامه عليه سائلين الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا زيارته وشفاعته.

كما نتوجه إلى مولانا الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى علماءنا الأعلام ومراجعنا الكرام وإلى الأمة الاسلامية والعربية والبشرية جمعاء نتوجه إليهم بأحر التعازي القلبية بمناسبة وفاة علم من أعلام الإسلام المرجع الكبير آية الله السيد محمد حسين فضل الله تغمده الله تعالى بواسع رحمته وأسكنه مع أجداده بواسع جنته..

ففي رجب الأصم به فجعنا.. وفل بفقده منا حسام

أيها الأخوة..

ليس المجال لذكر مآثر هذا الرجل العظيم وسجاياه وعطائه غير المحدود، فقد كانت هموم الأمة في قلبه وشغله الشاغل ولكن أقتبس قبسات من اضاءات فقيدنا الجليل وهي قيض من فيض.

دعوني أخص أيها الأخوة منها فقط ببعض مما يتعلق بمعركته في مواجهة أعداء الإسلام ودوائر الإستكبار في العالم التي كانت تريد النيل من الإسلام وعزته ومنعته.

لقد حارب فقيدنا الراحل أعداء الاسلام على عدة جبهات..

الجبهة الأولى..

تركيزه واهتمامه الكبير بالقضية المحورية القضية الإسلامية ألا وهي قضية فلسطين وقضية القدس الشريف ودعمه الكبير للمقاومة الإسلامية في لبنان الشقيق لتحرير أرضها من المغتصبين، وفي مواجه الكيان الصهيوني الغاصب كان يصف رجال المقاومة الإسلامية بالرجال البدريين دائماً كان يطلق عليهم هذا الوصف البدريين تيمناً بمعركة بدر الكبرى التي كانت نقطة تحول في إنتصار الإسلام على الكفر، ولقد كان رحمة الله عليه راعياً للمقاومة وسنداً قوياً لها حيث كانت المقاومة تجد فيه المرشد والأب الروحي، ولطالما تأثر أفراد المقاومة وأجيالها المتعاقبة بأفكاره ومنهجه بما فيهم قائد المقاومة الإسلامية سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله تعالى ورعاه، حيث كان يؤكد في أكثر من مناسبة وآخرها في بيان نعيه للفقيد الراحل أنه تأثر بهذا الرجل العظيم وانصاغت شخصيته من أفكار السيد فضل الله، ويكفي أن آخر أمنيات فقيدنا الراحل قبل وفاته هي أمنيته بزوال الكيان الصهيوني.. نعم زوال الكيان الصهيوني هذه الأمنية التي يسخر منها من يلهثون وراء سراب ما يطلق عليه الحل السلمي أو التطبيع مع الكيان الصهيوني في حين أن بعض الدراسات العلمية الأكاديمية داخل الكيان الصهيوني في المعاهد الصهيونية نفسها بدأت بالحديث عن جدوى بقاء (إسرائيل) وكذلك الإستخبارات الأمريكية CIA أصبحت تتوقع إنهيار الكيان الصهيوني في غضون الأعوام العشرين القادمة كما ورد في تقريرها الذي نشرته احدى الصحف المحلية، بعد ذلك ألا يحق لفقيدنا الراحل أن تكون آخر أمنياته هي زوال الكيان الصهيوني.. فعسى الله تعالى أن يحقق أمنيته في القريب العاجل، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.

 

والجبهة الثانية..

ضد أعداء الإسلام، معركته ضد الدوائر الإستعمارية التي ما برحت تحاول تشويه صورة الإسلام النقية بوصفه ديناً للإرهاب أو دين تعصب وعدوان، مستغلة بذلك أفعال بعض الحركات الجاهلة أو المرتبطة بالدوائر الإستعمارية لضرب الإسلام وقيمه ومبادئه.

لقد بذل فقيدنا الراحل جهوداً كبرى لإظهار الجانب المشرق للإسلام وسماحة الإسلام وعدالة الإسلام ووسطية الإسلام والذي جاء بها القرآن الكريم (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) متأسياً بنبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال القرآن الكريم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) .

ولقد نجح فقيدنا الراحل بمجهوده الكبير في إظهار الجانب الحضاري للدين الإسلامي وفوت الفرصة على المغرضين وأعداء الدين الذي كانوا يريدون شراً بالإسلام وتشويه مبادئه وقيمه.

 

والجبهة الثالثة..

لقد حارب فقيدنا الراحل وبكل صلابة وثبات محاولات الإستعمار والإستكبار العالمي تفتيت الأمة ومحاولة تقسيمها، فكانت دعواته الدائمة إلى الوحدة والإئتلاف ونبذ الفرقة والإختلاف، لأنه قد وعى تماماً أن سلاح تمزيق الأمة هو آخر الأسلحة الفتاكة التي تريد النيل من الإسلام ويريد الإستكبار العالمي استخدامها، فكانت جهوده المستمرة في التقريب بين المذاهب الإسلامية بمختلف أطيافها، وأن الدين واحد والرب واحد والقرآن واحد والنبي واحد والكعبة واحدة فلماذا الإختلاف، كان هذا ديدنه وهذا همه بل أن دعوته للوحدة وال‘تحاد والألفة تجاوزت الدين الواحد إلى الدعوة للتعايش والتفاهم على مستوى الأديان وعلى مستوى اختلاف الأمم تأسياً بجده الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام عندما يصنف الناس (إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ) .

 

هكذا أيها الأحبة رأينا في وسائل الاعلام بمختلف أطيافها وبمختلف توجهاتها.. رأينا كيف تنعى هذا الرجل وكيف تعزيه، أحبه الجميع وعزاه الكل ونعاه الجميع من كل حدب وصوب.

وهكذا أصبح اسم السيد فضل الله عنواناً للمحبة والتسامح واسمه رمزاً للوحدة والإنفتاح .

وعلى المستوى الشخصي أيها الأحبة فقد عرفت هذا العالم الجليل عن قرب منذ ما يقارب 33 عام تأثرت بأفكاره وتتبعت خطاه سواء عندما كنا نحج إلى بيت الله الحرام، كان لنا هادياً ومرشداً، أو من خلال كتبه العديدة التي سطر فيها أفكاره ومتبنياته ونظرته للحياة، وكنا ندرس هذه الكتب بل وكنا نقوم بتدريسها.. خطوات على طريق الإسلام.. الإسلام ومنطق القوة وهي بعض المؤلفات وغيرها كثير، وعلى الرغم من تلك العلاقة، فإن حماسة الشباب لدينا كثيراً ما جعلتنا نتجرأ على مجادلته ومعارضته يشجعنا في ذلك تعامله السمح مع من كان يختلف معه سواء صغر سنه أو تدنت أفكاره أو ثقافته، ومنذ عدة أشهر وعندما تشتد عليه المرض كنت معه في آخر لقاء بادرني "أهلا بالمحاربين القدماء" كان اللقاء حميماً وعاطفياً والعناق أبوياً فكأنما كان يدرك رحمه الله تعالى أنه سيكون آخر لقاء، وهكذا رحل إلى العالم الأبدي في ظل رحمة الله تعالى ورعايته، وكما نعاه الناعي رحل والصلاة بين شفتيه وذكر الله على لسانه وهموم الأمة في قلبه.

تغمد الله تعالى فقيدنا الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وإياكم جميعاً وكل محبيه في العالم الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: