فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





صلاح محارب الفضلي - 10/07/2010م - 12:07 ص | عدد القراء: 1966


حياة سماحة السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه كانت حافلة بطلب العلم والجهاد منذ سنيه الأولى في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما نشأ وترعرع في النجف الأشرف مع رفيق دربه في العلم والنضال الشهيد السعيد محمد باقر الصدر.

كنت في السابعة عشرة من عمري عندما سمعت بإسم السيد محمد حسين فضل الله لأول مرة، وكان ذلك في عام 1984 من خلال بعض الأصدقاء في الجالية اللبنانية في ديترويت في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كنت أدرس في ذلك الوقت، تعرفت أكثر على سماحة السيد من خلال نجله السيد أحمد الذي كان موجوداً للدراسة أيضاً، لكن الحادثة التي شدتني للتعرف إلى شخصية السيد فضل الله هي محاولة الإغتيال التي تعرض لها في ضاحية بئر العبد في بيروت عام 1985 من قبل الإستخبارات الأميركية وبتمويل عربي، حيث كان السيد المطلوب رقم واحد لهم .

ما زلت أتذكر مشاعر القلق التي عاشها محبو السيد في الجالية اللبنانية في ديترويت على مصيره عندما كانت محطات التلفزة الأميركية تنقل بصورة متواصلة أخبار حادثة التفجير في بيروت والتي راح ضحيتها أكثر من 80 ضحية، ونجا السيد منها بأعجوبة لأنه تأخر أكثر من ربع ساعة للإجابة عن أسئلة إمرأة مؤمنة جاءته بعد صلاة الجمعة، فكانت العناية الإلهية وأخلاقه العالية التي لم تدعه يترك المرأة المؤمنة دون الإجابة عن كل أسئلتها هي التي أنقذته من القتل .

إزداد اعجابي بالسيد فضل الله بعد أن بدأت أقرأ كتبه وأستمع إلى العشرات من أشرطة تسجيل محاضراته، وما شدني إليه كثيراً أني وجدت فيه عالماً دينياً غير تقليدي، يحاول أن يفهم النصوص الإسلامية والحوادث التاريخية بطريقة مختلفة عن الآخرين، وهذا دأب العلماء المبدعين، ولكن هذا الأمر جلب له المتاعب والتشويش من قبل الذين لا يريدون لعقولهم أن تفكر ولا لأفكارهم أن تتحرر.

كنت أحسد السيد فضل الله على الطاقة العجيبة التي يمتلكها، فعندما كان يأتي في زيارة لأميركا لحضور أحد المؤتمرات الطلابية كان يظل طوال اليوم في نشاط دائم، بداية من صلاة الفجر مروراً بسلسلة من المحاضرات واللقاءات التي لا تنقطع مع شتى مشارب الناس حتى ساعات الفجر الأولى، وكان لا ينام أكثر من أربع ساعات.

منذ ذلك الوقت تعلقت بشخصية السيد فضل الله، ولم أكن أفوت الفرصة لحضور مجلسه عندما كان يأتي لأداء مناسك الحج مع حملة التوحيد الكويتية التي كانت تشبه خلية النحل لكثرة الزوار الذين يفدون لزيارة سماحة السيد إما للسلام وإما لطلب الفتوى وإما لحل مشاكل عالقة، ورغم طول اللقاءات وتوافد الزوار وكثرتهم فإن الإبتسامة لم تكن تفارق محياه النوراني.. هذا في الجانب الاجتماعي، أما في الجانب الروحاني فلم يطرق أذني أعذب من صوته عندما كان يسترسل في الدعاء مناجياً ربه.

حياة سماحة السيد فضل الله رضوان الله عليه كانت حافلة بطلب العلم والجهاد منذ سنيه الأولى في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي عندما نشأ وترعرع في النجف الأشرف مع رفيق دربه في العلم والنضال الشهيد السعيد محمد باقر الصدر، ثم انتقاله إلى لبنان في عام 1966، وحينها قال عنه الشهيد الصدر قولته الشهيرة (كل من خرج من النجف خسر النجف، إلا السيد فضل الله فقد خسرته النجف) .

أما جهاده فهو غني عن التعريف، فهو من بين القلة الذين صمدوا في بيروت أيام الإحتلال الصهيوني لبيروت عام 1982، وكان هو من أوقد جذور المقاومة الاسلامية ضد العدو الصهيوني، حيث تربى جيل الشباب المقاوم على يديه، فكان أن ثمرة ذلك طرد المقاومة للعدو الصهيوني عام 2000، وهو ما عجزت عنه جحافل الجيوش العربية.

لا تكفي سطور قليلة لبيان عظمة شخصية السيد فضل الله وصفحات العلم والجهاد التي كتبها لأكثر من ستة عقود من عمره المبارك، وأجزم أن هذه السطور لا تفيه حقه، لكنها جهد المقل وحيلة العاجز، وحسبي بها شقشقة هدرت ثم قرت..

رحم الله تعالى السيد فضل الله ورزقه شفاعة جده المصطفى والأئمة الأطهار من ذريته..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: