فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد جابر بهبهاني - 28/02/2007م - 8:55 ص | عدد القراء: 2271


بتحرير الكويت من الغزو الصدامي الغاشم في فبراير أصبح للكويت عيدان، عيد الإستقلال في الخامس والعشرين منه وعيد التحرير في السادس والعشرين، فاللهم لك الحمد حمداً كثيراً ولك الشكر شكراً جزيلاً على نعمتي الإستقلال والتحرير.

في السادس والعشرين من فبراير 1991 حلت علينا الفرحة والبهجة وعادت البسمة على شفاه الكويتيين بعد سبعة أشهر عجاف حزينة وكئيبة مرت على الكويت، ذقنا فيها مرارة الغربة ونحن في أوطاننا، فقدنا فيها الأمن وشمت بنا العدو وتفرق فيها الأحبة، ونهضت فيها العزائم فتجلت التضحيات وهبت المواهب فبرزت الإبداعات، كبر على المخلصين من أبناء الكويت احتلال وطنهم فهانت من دونه في أنفسهم فمنهم من استشهد، ومنهم من أسر، ومنهم من عذب، ومنهم من شرد، ومنهم من لم يستنكف من العمل في أي مهنة، كل هذا من أجلك حبك يا كويت.

المواهب لا تبرز ابداعاتها في الأجواء الاستبدادية والقمعية لأن الموهبة تحتاج إلى ساحة واسعة من الحرية حتى يمكنها أن تنمى وتتطور لترتقي إلى الإبداع، وحسب ما ذكر د. مصطفى أبوالسعد في احدى محاضراته عن الإبداع لدى الأطفال.. أنه بناءً على دراسة أجريت في منطقة الخليج تبين أن من أكثر الأطفال إبداعاً هو الطفل الكويتي وذلك بسبب مساحة الحرية الواسعة لدي الكويت.

الاتصالات اللاسلكية هي من أكثر المجالات حساسية تصل إلى حد الجريمة والعقاب لمن يمارسها في الكثير من الدول، ولكن في الكويت ولما تتميز به من مساحة حرية واسعة برز فيها العديد من المواهب والإبداعات.

من أصحاب المواهب الذين سخروا ابداعاتهم لخدمة الوطن والمواطنين في الأيام السودة لمحنة الإحتلال هم الأخ عبدالجبار معرفي وولد الخالة عدنان الكاظمي والصديق الوفي (السنع) د. جاسم الحسن، فقد كان معرفي والكاظمي من المبدعين في مجالات الإتصالات اللاسلكية ومن خلالهما تم تبادل أخبار الأهل والأحبة بين من هم في الداخل ومن هم في الخارج، وكذلك تزويد القيادة السياسية في الطائف بالتقارير التي كان يعدها د. الحسن عن الأوضاع والمستجدات في الكويت.

وفي لقاء جمعني في مكة المكرمة في موسم الحج مع الكاظمي والصديق الحسن، أخذ الاثنين يستذكران شبكة الإتصالات اللاسلكية التي أقاموها أيام الإحتلال والخدمات التي قدموها للوطن والمواطن.

كان الكاظمي عند وقوع الإحتلال يقضي اجازته الصيفية في سويسرا فبادر بشراء جهاز لاسلكي متطور وطلب الإذن من السلطات السويسرية بالسماح له باستخدام موجات خاصة غير مسموح بها لغير الجهات الرسمية، وقد وافقت السلطات السويسرية على الطلب بعد أن شرح لها الكاظمي الظروف والهدف من الإستخدام، وكان معرفي هو الطرف الآخر الذي كان متواجداً في الكويت يخبأ أجهزة الإتصالات اللاسلكية التي كان يمتلكها نهاراً ويعيد تركيبها ليلاً ليجري الإتصالات، وطبعاً كانت النهاية الحتمية لمعرفي لو اكتشف المحتل الغادر أمره هو الإعدام، والجدير بالذكر أن المحتل دخل عليه البيت وسأله عن الهوائي فأخبرهم بأنه معطل ولا يعمل.

وكان الإتصال بين الطرفين الكاظمي ومعرفي بالكتابة فقط بدون صوت إلا في حالة ضيقة جداً خوفا من اكتشاف أمر معرفي عند سلطات المحتل، وفي الإتصالات اللاسلكية هذا أمر ليس هيناً ويتطلب جهداً مضاعفاً للطباعة والنشر.

أما د. الحسن فقد كان هو ساعي الخير يجمع الأخبار من أهالي الداخل ويكتبها ويعطيها للمعرفي الذي يبثها للكاظمي، والكاظمي بدوره يقوم بإرسالها إلى أهالي الخارج ويستقبل ردودهم ويبثها للمعرفي ومن معرفي إلى د. الحسن ومنها إلى أهالي الداخل.

والمهمة الثانية التي كان يقوم بها د. الحسن وهي الأخطر هو رصد مواقع الإحتلال وتحركات قواتها وخصوصا الكيماوية وهو الخبير فيها، وهذا يتطلب منه القرب إلى فم الأسد مرات كثيرة والدخول فيه أحيانا لكي يطلع على ما يجري لإعداد التقارير.

وبالمناسبة في أول أيام الإحتلال عندما أشيع عن نية استخدام المحتل الأسلحة الكيماوية بذل د. الحسن جهداً كبيراً في حملة التوعية لكيفية الإتقاء من الغازات الكيماوية، منها صنع كمام بدائي عبارة عن جوراب (دلاغ) ملئ بفحم محموس.

كان الحديث في اللقاء الذي جمعنا مع الكاظمي ود. الحسن في الحج شيقاً وما ذكرته هو الإيجاز، و أتمنى من تلفزيون الكويت أو احدى القنوات الفضائية أن تمنتجه بفلم وثائقي، لكي يعرف الشباب قيمة الموهبة إذا اكتشفت وتطورت إلى ابداع في زمن تقل فيه الحيلة ويعز فيه الناصر والمعين.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: