فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عبدالهادي عبدالحميد الصالح - 30/03/2013م - 8:04 ص | عدد القراء: 1926




يصادف هذه الأيام «اليوبيل الذهبي» (50 عاما) على تأسيس كثير من جمعيات النفع العام والجمعيات الاستهلاكية الكويتية والتي كانت نقلة نوعية في العمل الشعبي ضمن مؤسسات المجتمع المدني والذي تبلور في هذه الصورة مع استقلال الكويت ثم صدور الدستور 1962، ما شجع المؤسسين الأوائل على طلب التراخيص من وزارة الشؤون آنذاك، رحمهم الله تعالى وأطال في أعمار الأحياء منهم..

ويشرفني أن أكون أحد أعضاء إدارة إحداها وهي «جمعية الثقافة الاجتماعية» والتي كانت لها إسهاماتها وبصماتها الواضحة في المجتمع الكويتي حيث تخرج فيها كثير من المربين والقادة والسياسيين والصحافيين، ورغم أنها في برامجها الرسمية لا تتعاطى السياسة بحكم القانون واللوائح، لكن أعضاءها مبدعون في مشاركاتهم الإسلامية والوطنية، فعلى سبيل المثال ولا الحصر كانوا هم أول من نظم الدورات الصيفية للشباب (إناثاً وذكوراً) وبأماكن متفرقة في مساجد وحسينيات الكويت، وخصصت حافلات لنقلهم ونشاطاتهم، وهم أول من حوّل مخيمات الربيع من أداة ترفيهية محضة إلى ندوات تطرح فيها المواضيع للنقاش الحر بمشاركة المفكرين والعلماء، وهم من أبدع في تنظيم خط أول للشعائر الحسينية عبر استضافة أساتذة ومفكرين من الدول الإسلامية لإلقاء محاضرات بشأن الإمام الحسين عليه السلام ونهضته الثورية في كربلاء، وهم أول من نقل المعترك الانتخابي من مجرد ترشيح وانتخاب إلى منتديات سياسية تقيّم فيها الحكومة وينتقد تباطؤها التنموي مثلما تنتقد مواقف وتراخي مجلس الأمة في مسؤوليته التشريعية والرقابة.

وهذه مجرد نماذج، كان دور مجلس الإدارة في دائرة العمل المسموح به لائحياً وقانونياً، وكان يربي في الأعضاء العمل الدؤوب ويغرس فيهم الوعي الوطني والاسلامي والقدرات الإبداعية لاستثمارها خارج أبوابها كمواطنين لهم حقوقهم الدستورية.

وهكذا في الإنخراط داخل العمل الطلابي الجامعي والنقابات والجمعيات المهنية والعمل السياسي والإعلامي ولذلك فإن جمعية الثقافة الاجتماعية ظلمت كثيراً من بعض القوى في المجتمع حتى سميت بحزب جمعية الثقافية! فتم التعتيم على كثير من أنشطتها إعلامياً ومنعت من إصدار مجلة داخلية ولم تمنح مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم أو فرعاً آخر... إلخ، بل اتهمت في إحدى مراحلها وتحت قبة مجلس الامة بأنها تملك مخزنا للأسلحة في سراديبها! رغم أن مبانيها تخلو من سرداب واحد..

نعم ظلمت الجمعية حتى من بعض منتسبيها عندما اختلفوا، ولكنهم وقفوا صفاً واحداً ضد المساس بالوطن عبر الوقوف ضد الدعم المالي والإعلامي للطاغية صدام حسين، وأثناء الغزو بتلاحمهم مع كل القوى الوطنية الكويتية، وقد قدم أعضاء الجمعية تضحيات كثيرة لا يسع المجال لذكرها وهي قليلة بحق الإسلام والوطن..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: