فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عبدالهادي عبدالحميد الصالح - 25/10/2015م - 11:16 م | عدد القراء: 1939




إنه السيد الجليل سيد خلف سيد عبدالله البهبهاني (1913 - 2013) ينحدر من أسرة هاشمية تنتمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو من أسرة الغريفي نسبة إلى المرحوم آية الله السيد حسين الغريفي المدفون في البحرين، وهي أسرة منتشرة في دول الخليج.

أحبه الصغار قبل الكبار فكيف بمن جالسه منهم ومن صحبه لا طمعاً في مال عنده وهو الغني في نفسه ولا لجاه أو لمنصب وهو الزاهد القنوع.. ولكن لشخصه فهو ببساطة شديدة من أهل الإيمان يشع نور الإيمان في وجهه، دائم الذكر لا يكاد حديثه الشيق يخلو من تفسير لآية كريمة أو حديث شريف أو منقبة لآل النبي وبطولات أصحابهم المخلصين أو وقائع ومواعظ ولطائف التراث والتاريخ الإسلامي والكويتي، وإن سكت من حوله فاجأهم باختبار في مسألة فقهية يصحح لهم ما جهلوه من أحكام دينهم ويذكرهم ما نسوه، وإن آثر الصمت فإن شفتاه ترتجفان من الذكر تشاركهما أنامله وهي تمرر حبات مسباحه.

يحتفظ بدفتر خاص جداً به يسجل فيه أسماء إخوانه في الله تعالى، ولا يتردد أن يسر بأذن أي منهم أنه يذكره في صلاة الليل - التي لا يتركها أبداً قبل أن يضعفه المرض - يحرص طيلة حياته على الحج والعمرة وزيارة العتبات المقدسة سنوياً، ولا يتكبر عن مجالسة الشباب الذين يدعونه إلى مخيماتهم الإيمانية الربيعية.

يكره الرياء.. سأله أحدهم عن عدد الحجج التي أداها؟ فنهره عن مثل هذا السؤال غير المفيد، فالمهم قبول الله تعالى.

يتدفق منه الحب والحنان وهو الذي افتقدهما من أمه فذاق اليتم وهو في طفولة المهد، رجل عصامي فقد اعتمد على نفسه في تعلم القراءة حتى صار نهماً في قراءة الكتب والمصادر الدينية وحفظ الأشعار وتعلم الأحكام الشرعية وكان من عشاق أئمة البيت عليهم السلام، وكان دائم الحديث عن مناقبهم وكان يسقي هذا العشق لأبنائه فكان يجمعهم صغاراً ويتحدث لهم عن مناقب أهل البيت عليهم السلام، ويحرص على اصطحابهم إلى مسجد المزيدي في قلب العاصمة حيث كان محله التجاري المتواضع لكن مع صوت المؤذن للصلاة يهرع لهذا المسجد فهو من رواد وأركان مسجد المزيدي منذ أيام المرحوم آية الله السيد جواد القزويني الذي قاد جمهوره إلى قصر نايف للمطالبة بالإشتراك في حرب الجهراء عام 1921.

وكان جلداً صبوراً راضياً بقضاء الله تعالى فقد فجع بإبنه الأكبر وهو في ريعان شبابه ثم فجع بزوجته ثم بإبنته الغالية.

 

طالما قلت له «سيدنا إني أحبك في الله تعالى» ويعز على الحبيب ألا يكون قريباً من المحبوب حينما أعياه المرض وحين فراقه الدنيا فجر السبت 26 أكتوبر 2013 في أيام غدير خم التي كان يعشق صاحبها.

سيدنا عليك منا السلام..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: