فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عبدالهادي عبدالحميد الصالح - 10/10/2015م - 12:02 ص | عدد القراء: 2436




أم علي الوزان.. هكذا اسمها وشهرتها في أوساط جمهورها الذي كان يفترض أن يكون من المجتمع المخملي، فهي بنت التاجر المعروف المرحوم محمد علي الوزان الذي مازالت تجارته تتنامى بيد أولاده وأحفاده وعرف عنهم الكرم والجود وهي العائلة التي قدمت أول شهداء الكويت في «الرقة» وفتحت مخازنها الغذائية لأهل الكويت أثناء الغزو الصدامي الآثم.. «أم علي الوزان» جمهورها المحبب إليها الفقراء وأهل الحاجة، جعلت من بيتها في الدسمة مكانا لتلقي المعونات العينية كالملابس و«أطواف» القماش، ثم تقوم بتهيئته للتوزيع بنفسها إلى تلك البيوتات المتعففة بعد أن رصدتها وتأكدت بنفسها من مستوى الحاجة، وقد تعلمت قيادة السيارة رغم كبر سنها من أجل هذه المهمة الإنسانية.

أم علي الوزان لم تكتف بهذا فحماسها الشديد أوصلها لأن تكون احدى قياديات كادر «حملة التوحيد» للحج وكانت فعالياتها تتجاوز الخدمات المعتادة إلى تلمس أعمال الخير ومن ذلك احتكاكها بالعلماء، وساهمت في جمع رأسين بالحلال في القرب من الحرم المكي الشريف، وكانت النسوة من جيرانها ومن يعرفنها يلجأن إليها في الملمات، وكانت ترفع الهاتف للقيادي الفلاني وتخاطبه بأن فلاناً الشاب سيأتيك وعليك أن تخلص معاملته القانونية بلا تأخير، والكل يقدرها ويحترمها ولا يستطيع عصيان أمرها فهي تربت على خدمة الناس.

أما علاقتها مع جيرانها فهي دائماً تستحضر وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الإحسان إلى الجار وحديث ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام «الجار ثم الدار» فكانت تمثل الجيرة الكويتية الأصيلة في التواصل مع الجيران بالأخوة والمحبة والمودة الصادقة من القلب الى القلب.

هذه أم علي الوزان التي لم تهمل بيتها رغم كل ذلك فهي المربية الفاضلة لأبنائها ترعاهم مع زوجها الشهم المرحوم العم بوعلي الوزان، ولم تهمل نفسها فكانت تعد لرقدتها الأخيرة منذ زمن فأعدت لذلك شنطتها فيها مستلزمات ومستحبات غسل الميت والتشييع والدفن وضمنت ذلك وصيتها التي تم تنفيذها بحذافيرها فهي مسموعة الكلمة ومطاعة حتى في مماتها الذي أحزن الجميع الفقراء والأغنياء والجيران والأصحاب ورفقاء دربها في أعمال الخير والبر، فهي استحقت ان تكون أما للجميع وليس فقط أم علي الوزان.

فنامت ورقدت مرتاحة البدن والنفس لترجع إلى بارئها آمنة مطمئنة راضية مرضية..

سلام عليك من جارك المحب والمخلص ولدك عبدالهادي..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: