فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد رضا الطبطبائي - 17/05/2012م - 1:23 ص | عدد القراء: 2788


كانت المشاركة الأولى لتيار الجمعية على مستوى المجتمع الكويتي بشكل واضح ومؤثر هي في حشد الجهود والتواجد في ندوة الاختلاط التي أقيمت في جامعة الكويت مع بعض التكتلات والتوجهات الإسلامية الأخرى لوأدها أو منعها، وهذه أيضا لها قصتها المستقلة التي ذكرناها في قسم القائمة الإسلامية.  .

بالنسبة للأجواء التي كانت تهيمن على العمل الإيماني في ذلك الوقت كانت منطلقة من المسؤولية الإيمانية والتي عرفها الشباب ومارسوها في حياتهم وخاصة أنه لم يكن من المتصور أن تكون حياتهم خالية وبعيدة عن المسؤولية، فالحياة بلا مسؤوليات هي حياة مهددة بالخراب والدمار والفشل والتنازع والفلتان في جميع أوجه الحياة، وكان الكل يحس بأن عهد اللا مسئولية قد ولى وأن ساعة العمل الجاد دقت وحان وقت الجهد والعمل والنشاط، وما أحلى أن تكون هذه المسؤولية هي مسؤوليتنا تجاه الخالق عز وجل ودينه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام.. باختصار مسؤولية الإنتماء إلى الإسلام وخاصة أن الحديث النبوي يصرح بـ (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم) ، وكان هذا المفهوم الرسالي لدى الشباب قد تركز بفضل المحاضرات التي كان يلقيها آنذاك سماحة الشيخ علي الكوراني وبعد ذلك سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي   .

لذلك كانت الأجواء السائدة في هذا العمل أجواء إيمانية بعيداً عن الأنانية والشخصانية والعمل الخاص بل كان العطاء والبذل والحركة والاتصالات مع شريحة الشباب والمحبة والألفة والتضحية بالوقت والمال والتعاون والمنافسة الشريفة والإبداع وتنوع الأنشطة وبذل الجهد لدفع المسيرة الإيمانية إلى الأمام.

وفعلاً يمكن القول بأن الانتقال إلى المقر الحالي للجمعية بحق كان نقلة نوعية في مسيرتها حيث بدأ التوسع في جميع المجالات والأنشطة المختلفة ومنها  :

-   مخيم الغدير

-   إحياء المناسبات الدينية

-   المواسم الثقافية

-   الدورات الإسلامية الصيفية

-   الدورات المتعددة خلال السنة

-   جوالة الغدير  

-   الاتصال مع المراكز الإسلامية داخل الكويت وخارجها  

-  إقامة الندوات والمحاضرات المختلفة

- المشاركات الخارجية

- استضافة المفكرين والمثقفين من العالم الإسلامي

-  نشر القرآن الكريم والأدعية والزيارات والمحاضرات الإسلامية عن طريق الأشرطة

- الدورات والأنشطة الرياضية والترويحية

- حملات الحج والعمرة

- اللجان الخيرية .

- المشاريع الإسلامية المختلفة

وكان العمل يدار من قبل جميع الفئات العمرية ذكوراً وإناثاً، وبذلك أصبحت الجمعية رقماً صعباً وقوياً في المجتمع، وكان لها دور بارز في القضايا الاجتماعية، وتمدد التيار الجديد بشكل أبهر الجميع ولم يكن يتصور أحد من القائمين عليه بان يمتد هذا الامتداد الكبير وخاصة في الفترة ما بعد الانتقال إلى مقر الجمعية الجديد، وأصبحت الجمعية معروفة بفكرها ونشاطها وعطاءها على المستوى الإقليمي وفي كثير من الدول خارج نطاق المنطقة، وكان من نتاج هذا التيار أن بث روح العمل في المراكز الإسلامية الأخرى، وبدأت الأنشطة الإسلامية تظهر هنا وهناك.

وبرأيي أن أكثر ما هو موجود من هذه الأنشطة والتوسع الذي طرأ عليها في وقتنا الحالي هو نتيجة ذلك العمل المخلص لله عز وجل الذي تبناه فتية آمنوا بربهم فأفاض الله عز وجل عليهم ببركاته وخيره وأمدهم بعطائه وإحسانه .

بعد هذه الفترة ننتقل إلى فترة أخرى من حياة الجمعية ومسيرتها الجديدة، حيث تم اقتحام الساحة السياسية، وكان لشباب تيار الجمعية النصيب الأكبر وحصة الأسد في العمل على إعادة الحياة البرلمانية بعد أن كانت معطلة، مما أدى إلى فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الأمة، واستطاع تيار الجمعية أن يحرز نتائج باهرة في انتخابات المجلس البلدي ومجلس الأمة، ولم يخلوا مجلس من ممثل لتيار الجمعية حتى يومنا هذا، وكان من أوائل من دخلوا هذه المجالس الأخ العزيز حسن حبيب السلمان عضواً في المجلس البلدي في أول انتخابات يخوضها التيار، وكذلك الأخوة الأعزاء د.عبد المحسن جمال وسيد عدنان عبد الصمد ود. ناصر صرخوه في أول انتخابات يخوضها تيار الجمعية للدخول في مجلس الأمة، وكان لمواقفهما المبدئية صدى كبير على المستوى المحلي، ولاسيما موقفهم من القرض الكويتي للعراق أيام الحرب العراقية الإيرانية والذي تعدى صداه إلى الخارج وخاصة لدى المقبور صدام حسين الذي استنكر بقوة هذا الموقف وأخذ يهدد الأخوة الأعزاء بأساليبه المعروفة.

واستطاع التيار أن يحصل على مكاسب كبيرة في انتخابات بعض الجمعيات التعاونية من خلال الدخول كأعضاء في مجالس إداراتها، وكذلك تم المشاركة في انتخابات كثيرة من الجمعيات المهنية، والجامعة وغيرها.

وفي أواسط الثمانينيات من القرن الماضي تباين التيار إلى جناحين مستقلين، وقد كان لهما أيضا التأثير في الساحة السياسية والاجتماعية ولاسيما أن بعض من كانوا يمثلون هذا الجناح أو ذاك أصبحوا أعضاء في مجلس الأمة والبلدي وكذلك وزراء في الحكومة، وكان لهذا الجناح أو ذاك مواقف وطنية مشرفة خلال انتخابات المجلس الوطني، وأثناء الاحتلال الصدامي الغاشم لدولتنا الحبيبة سواء في الداخل أو الخارج، وبعد التحرير تحققت بعض المطالب منها التطوير الذي طرأ على المحكمة الجعفرية، وكذلك إنشاء إدارة الوقف الجعفري، واستصدار عدد من الرخص لبناء مساجد للمسلمين الشيعة، والدفع بوصول الكفاءات لبعض المناصب على المستوى الحكومي .

هذا قليل من كثير وبعض من فيض العمل الرسالي للشباب الكويتي المؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسالاته وأنبيائه ورسله وأئمته عليهم السلام وبالإسلام عنوانا كبيراً في حياته.

ومسيرة العمل الرسالي هذه مليئة بالأحداث والأشخاص عسى أن يوفقنا الباري عز وجل أن نؤرخها بشكل أشمل وعلى نطاق أوسع، ليبقى تاريخاً ودرساً ونبراساً لشبابنا المؤمن.. والحمد لله رب العالمين.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: