فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عمار كاظم عبدالحسين - 16/03/2020م - 6:23 م | عدد القراء: 1090




لقد حدَّد الله عزّوجلّ هويّة الحياة التي يريد لنا أن نحياها عندما قال: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الملك/ 2)، وعندما قال: (ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت/ 1-3)، فالحياة في حساب الله هي ساحة امتحان واختبار وابتلاء.
 
ولطالما ارتبط مفهوم الابتلاء بأذهان الناس بالمرض، والضعف، والفقر، وفقدان الأحبّة، ولكن قلّما نجد من يستحضر أنّ البلاء يمكن أن يكون عكس ذلك تماماً، فالبلاء كما قد يكون متلازماً مع المرض والخسارة والنقص، كذلك الأمر فإنّه قد يكون مرادفاً ومتلازماً لما يعتبره البعض حظّاً أو وفرةً أو ثروةً أو مكسباً أو موقعاً ووصولاً.
 
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ) (الأنبياء/ 35).. نعم، الإنسان المؤمن يُبتلى عندما يهبه الله مالاً، أو أولاداً، أو موقعاً، أو جمالاً، أو قوّةً، أو شرفاً، أو مجداً، أو أيّ قدرة من القدرات أو طاقة من الطاقات.
 
فالانسان هو في بلاء، حتى لو كان في اعتبار نفسه أو الناس محظوظاً، وأنّ الدُّنيا أقبلت عليه، وأنّ هذا ثمرة جدّه وكدّه، وأنّه يستحقّ أن يصل إلى ما وصل إليه. 
 
أمّا لماذا هو ابتلاء، فلأنّ الله يختبر بالنِّعم والعطايا إيمان الإنسان وجدّيّته؛ فهل يتراجع عندها في إيمانه؟ هل يشعر بأنّه مستغن؟ هل ينكر ويفسد كما فعل فرعون، أم يجحد ويمنع كما فعل قارون، أم يحوّل هذه النِّعم إلى فرصة لبلوغ رضوان الله وخير الناس وصالح أمرهم؟!... النِّعم هي مسؤولية في حساب الله: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر/ 8).
 
ارتحل عن أوساط المؤمنين الحاج عبدالله الكاظمي بعد معاناة طويلة مع المرض، وـتذكر في آخر زيارة لي له نظراته المعبرة عن الحب والحنان وحزنه على فراق فقيدنا المرحوم والدنا الغالي.
 
المرحوم عبدالله في السنة الأخيرة من حياته عاش المعاناة صابراً مؤمناً محتسباً راضياً بقضاء الله و قدره راجياً رضوان البارئ عز وجل.. مقتديا بالنبي الأكرم (ص) مهتديا بالعترة الطاهرة (ع) .. راحلاً إلى الله تعالى في ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (ع) .
 
نسال الله تعالى له الرحمة و المغفرة و الرضوان وأن يحشره مع النبي المصطفى وآله الطاهرين، وإنا لله وإنا إليه راجعون .


التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: