فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





السيد عبدالمحسن الموسوي - 10/10/2019م - 10:43 ص | عدد القراء: 744


الحاج كاظِم عبد الحسين؛ مآثرك حميدة، وعطاياك ثرّة، تلاحق شؤون الفقراء والمتعففين في حواضر المُدن، ومجاهل غابات افريقيا منذورٌ للخير، وعنوانٌ للضمير، أقمتَ في ذاتِكَ الخيّرة محكمة ضمير فتكسّرت عليها كُلُّ إخْفاقات الحياة، وهنات الروح، فانتصرتَ قضيةَ إنسان، وكسبتَ مُرافعة ضمير.

ومن لم يخِف عُقبى الضمير.. فـمِـن سِـواهُ لَـنْ يـخـافـا

كُنتَ (ضميراً) تَشْعُر بلَذِع الدمْع في محاجِر الأيتام والمحرومين، وتتلمسُ سِهامَ الزمن المغروسة في أحشاءِ الجائعين، فتنتزِعها بكُلِ رِفْقٍ ولين، وتُطْلقُ الإبتسامة في وجه من تجهمت في وجهه الدُنيا اللعوب.

هي النفسُ السامية التي نستمِدُ منها معالِمَ الخيرِ والعَدلِ والجمال.

فتبثُ الروحَ في أقلامِنا وتسمع عبر صريرها غِناء الروح ومساقِط الدمع، تُغني لبطولة (الإنسان) وإنتصاره على إخْفاقات الحياة، وتبكي لفراق الأحبة الطيبين.

آهٍ أبا الحُسين!

على الذكرياتِ التي لازالتْ تستيقِظ في خاطري، أنا ذا من أربعين خلت، يوم كُنتُ عريفَ حَفلِ مأتم أربعينيّة أستاذي الكبير «الدكتور داوود العطْار»، ورفيق دربِك المِعطاء، الذي غرستم على مطالعهِ النرجس الرفراف من الأريحية والعطاء.

فاجْهشْتَ بالبُكاء لِفراق ذلك الحبيب (العطار) وفراقُ الأحبّة غُربة، كما قال سيدُ الغُرباء عليٌ بِن أبي طالِب (ع) في ذلك المأتم المهيب كُنت أطعِمُ كلِماتي بلهبِ فُراقِ أستاذي العطْار.

كانَ الحاج كاظِم عبِد الحسين لم يملُك (حملة التوحيد)، وإنما كان يقودُ هذا الركْب الكريم الذي يسيح في أرضِ (التوحيد) ويقتفي إثّر الرسولِ والرسالة، فتعيش ُ تِلكَ النفسُ السامية روعة التاريخ، وتتسامى نحو فضاءات الإسلام العالية.

إنَ سياحة الخير عَند الحاج أبي الحُسين جعلتهُ أن يكون رمزاً وأسوةً حسنة للمُسْلِم الساعي لبلسمتِ الجِراح.


إن هشاشة الأحلام عِنْد الفُقراء منحها الحاج صلابة الصبْر فتوازنت في درب الحياة، ولعمري أنها أبلغُ درسٍ من عطاياهُ السخيّة التي جادت بِها أناملهُ البيضاء وهي تُسابِق الروحَ كرماً وجوداً.
نَمْ قرير العين يا حاج كاظِم عبد الحسين في جنات الخُلد مع مَنْ أحببتَ وواليت محمداً المصطفى وآلهُ الأطهار.

وإنا لفقْدِك لمحزونون.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: