فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد رضا الطبطبائي - 20/02/2019م - 7:45 م | عدد القراء: 1736


ولد العلامة السيّد مرتضى العسكري في الثامن من جمادى الثانية عام 1332هـ بمدينة سامراء، وبدأ بدراسة العلوم الدينية في حوزة سامراء العلمية، وهو في سنّ العاشرة من عمره، وبعد إكماله مرحلة المقدّمات وبعض مرحلة السطوح، سافر إلى قم المقدّسة عام 1350ﻫ لإكمال دراسته، وبقي فيها ثلاث سنوات، ثمّ رجع إلى سامراء، ثمّ سافر إلى الكاظمية فاستقرّ بها، وفي عام 1383ﻫ رجع إلى إيران واستقرّ بها.

السيد العسكري قضى كلّ حياته في الجهاد في سبيل الإسلام، وفي تأسيس المؤسّسات التربويّة، وفي تأليف الكتب الّتي أوضح فيها معالم نهج أهل البيت (ع) في فكرهم وتراثهم، وردّ كلّ الشّبهات، والدفاع عن الإسلام الأصيل في وجه التيارات الفكرية والسياسية التي كانت تعصف بالمجتمعات الإسلامية.

ويعتبر السيد العسكري من أوائل الحوزويين الذين اكتشفوا وشخصوا ألاعيب الأجانب والمستعمرين للسيطرة على أفكار الشباب في الدول الإسلامية، وعمل على ايجاد قنوات التواصل بين الجامعات الحديثة والحوزات العلمية والتي كانت شبه معدومة.

كان العلامة العسكري من المفكرين البارزين في ساحة الوعي والعطاء والحركة، وكان يطرح أفكاره الإصلاحية بكل جرأة ووضوح، وواجه المد الشيوعي والعلماني في العراق.

وكان في أواخر حياته ورغم كبر سنه وشيخوخته يحمل هم الأمة، ويبذل جهده لرفع راية الإسلام والدفاع عنه بكل قوة، ومع كل ذلك لم يسلم من سهام بعض المتحجرين.

زار العلامة العسكري الكويت عدة مرات وكان يلتقي مع كثير من العلماء، ويلقي كثيراً من المحاضرات وخاصة للشباب، وكنا نرافقه ونجالسه ونستفيد من وجوده الشريف، وكما كنا نلتقي مع سماحته في مواسم الحج كثيراً، ونزوره دائماً في طهران.

ويخبرنا أحد المقربين منه بأن سماحة السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المباركة عندما كان يلتقي معه كان يأخذ أبناءه معه ويقول لهم لقد أحضرتكم لكي تتعلموا من هذا السيد الجليل الجد والهمة والعمل وهو قارب التسعون عاماً أو أكثر.

تُوفّي العلامة العسكري في الرابع من شهر رمضان 1428ﻫ في إحدى مستشفيات طهران، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد موسى الشبيري الزنجاني، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام  بمدينة قم المقدّسة.

رحم الله تعالى سيدنا العلامة فقيد العلم والتحقيق والتقوى والورع بواسع رحمته وأسكنه جنانه، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا للسير على خطاه، وكتابة بعض المواقف والذكريات عنه.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: