فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





25/02/2018م - 11:15 م | عدد القراء: 1911


ب‍سم الله الرحمن الرحيم

لقد كانت زيارتي القصيرة للهند نقطة تحول في تفكيري للأسلوب العملي المتحرك الذي ينبغي أن يمارسه الدعاة إلى الاسلام، من أجل المستقبل الإسلامي الأفضل..

فقد لمست مدى الأجواء المنحرفة التي يعيشها الإنسان المسلم الهندي وينطلق من خلالها مع التصورات عن الإسلام وشخصياته بطريقة تقترب من الخرافة، ورأيت كيف يقف الموجهون من هذه الظاهرة موقف الذين يركبون الموجة الشعبية ليحوزوا على رضا الناس، وليربحوا عواطفهم بدلاً من أن يقفوا في وجهها من أجل السير بهم إلى الصراط المستقيم.. مما يجعل من هؤلاء طلاب مهنة لا طلاب رسالة..

ورأيت بعد ذلك كيف يمكن للتجربة الإسلامية الهادئة الهادفة أن تفسح المجال للفكر الإسلامي العميق المتزن، في عقول الجيل الجديد من الطلاب المتعلمين وفي نفوس الشعب الطيب البسيط.. وذلك من خلال العمل الذي يقوم به بعض شبابنا المثقف على أساس سياسة النفس الطويل..

لقد كنت أعيش مع هذا الشعب الطيب المكافح المتعب الذي أشغله الاستعمار فخدره بالتركيز على أساليب التخلف التاريخية والتأكيد عليها.. ليحول بينه وبين الانفتاح على الحياة من موقع تحدي متقدم..

وفكرت أن من الممكن للإسلام أن يقود هذا الشعب على أساس مفاهيمه في الحرية والعدالة والإنسانية والتوازن في العمل والموقف والحركة.. وهذا يفرض على القائمين على شؤون المسلمين في العالم أن يخططوا للعمل على أساس خطة بعيدة المدى طويلة النفس وذلك بالتوعية الدائمة المكثفة والخطوات العملية التي تربطهم بالواقع وتخرجهم من أجواء الخيال المثالية التي تقودهم إلى الخرافة.. وتحويل هذه القداسة التي تؤله الأشخاص إلى قداسة للمبادئ وللقيم التي يمثلها هؤلاء الأبطال.

إن الهند يمكن أن تكون المستقبل الكبير للإسلام، إذا قدر للعاملين الهادفين أن يتحركوا خطوة متقدمة في هذا السبيل (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) .

وختاماً أرجو أن تكون ولادة جمعية شمس الإسلام وحركتها العاقلة الهادئة الواعية خطوة متقدمة في هذا السبيل.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

 

17 ربيع الثاني 1403هـ

محمد حسين فضل الله

 

 



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «1»

12/02/2022م - 9:48 صالسيد هادي السيد إبراهيم - البحرين
نعم كما ذكر السيد المرجع الراحل فقد عشت في الهند قرابة الخمس سنين وكنت أعمل بشكل متواضع على تحريك الوعي لدى الشيعة والشعب منفتح على أي ثقافة ويقبل عليها ويدين بها ذلك بسبب كثرة الخيارات المذهبية والضياع الفكري فالإسلام بمبادئه الإنسانية وشريعته العادلة السمحاء وابقيم و الروح الأخلاقية والرؤية المستقبلية في ظل مرجعية منفتحة على الإنسان حل مشكلاته الفكرية والاجتماعية والروحية والاقتصادية والابداعية تستطيع بكل جذارة وبساطة تتقدم على الأديان والمذاهب الآخرى.. غير أن المشكلة الأخرى هي الكثير من الدعاة وأتباع الإسلام يؤمنون بالإسلام عقيدة محنطة قي العقل والقلب لا تسير بهم للواقع متجسدة في المعاملات والعلاقات .. وأتمنى أن أوفق للذهاب للهند وأعمل فيها للإسلام



اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: